أخر الاخبار

 قصة – طموح جارية (شجر الدر) | الفصل السادس (الفـــــــرج)

قصة – طموح جارية (شجر الدر) | الفصل السادس (الفـــــــرج)

1- نجم الدين وشجر الدر في سجون قلعة الكرك:

((ظل نجم الدين في قلعة الكرك سجينا، تحت رحمة الحراس الغلاظ الشداد وكلَّوا به، لا تُسليه سوى شجر الدر، وكلما اشتد به الكرب، ذكرته بالمواقف العصيبة التي وقف فيها ربُّه بجانبه، وأكدت له أن داود لا يريد به السوء، وإنما يزيد حبسه؛ ليغلي الثمن ويفرض ما يريد، ونجم الدين يسمع لها ويفكر ثم رفع رأسه، وقال:

"مضى سبعة أشهر ونحن في هذا المحبس القاسي، لا نعلم ماذا سيكون مصيرنا")).

2- اختلاف نجم الدين وشجر الدر فيما سيفعله داود بهما:

((وقالت في نبرات هادئة:

"إن فرج الله قريب يا مولاي، ولا إخال داود بعد هذه المدة الطويلة إلا مرسلًا إليك، يعرض شروطه، وأرجو أن يوافق مولاي على كل ما يطلب، حتى نتخلص من محبسه ونصل إلى برِّ السلامة".

فهزَّ نجم الدين رأسه ثم قال في أسى:

"ما أظنه بعد هذه المدة الطويلة إلا قاتلنا ومتخلصا منا، وقابضًا الثمن الذي يعرضه عليه العادل!".

قالت في ثقة: "لو كان يريد قتلنا ما أبقانا هذه المدة كلها ألسنا في قبضته؟! ومن الذي ينقذنا منه لو أراد بنا السوء؟!

ولماذا لم يقتلنا حين أرسل إليه عمك الصالح إسماعيل يحثُّه على التخلص منا؟ قلبي يُحدثني يا مولاي أنه يزيد أيام حبسه ليغلي الثمن، وليفرض عليك شروطه، وأرجو أن تقبل هذه الشروط مهما كان مبالغا فيها")).

3- نجم الدين يقبل شروط داود مقابل إطلاق سراحه:

((ولم يكذب ظنها، فلم يصبح الصباح حتى بعث داود إلى نجم الدين، يعده بإطلاق سراحه والسير معه إلى مصر، ويشترط ثمنا لذلك دمشق، وحلب والجزيرة والموصل، وديار بكر، ونصف ديار مصر، ونصف ديار ما في الخزائن من المال، ونصف ما لديه من الخيل والثياب وغيرها.

قال ابن موسك وهو ينظر إلى وجه نجم الدين، ويرى عجبه استكثاره لهذا الثمن الباهظ:

"هذه شروط مولاي الأمير داود فلماذا يرى مولاي نجم الدين؟!!"

تذكر نجم الدين رأى شجر الدر فلم يفكر طويلا، وقال مُظهرًا الرضا والسرور قبلت.

ثم وقع العقد بما اتفقنا عليه، وعاد رسل داود إليه يرقصهم الفرح بهذه الصفقة الضخمة التي نالها مولاهم، واستعد نجم الدين وشجر الدر للخروج من ذلك السجن تلوح أمامهما مصر ومباهج مصر)).

4- فزع ورد المنى ونور الصباح:

((وما إن علمت ورد المنى ونور الصباح بما تم، حتى اشتد بهما الفزع، فقد عرفتا أن شجر الدر تأكدت أن ما أصابهما هي وزوجها كان بتدبيرهما، فإذا وقعتا في يدها فلا جزاء سوى الذبح، فلم تعودا إلى نجم الدين مع مماليكه الذين عادوا إليه بعد الاتفاق، وأسرعتا بالكتابة إلى سوداء بنت الفقيه تُعلمانها بما حدث وتحذرانها من التهاون في العمل وتخبرانها بأن نجم الدين وداود وشجر الدر في طريقهم إليها)).

5- فزع سوداء بنت الفقيه من اتفاق نجم الدين مع داود:

((فلما بلغ سوداء الكتاب فزعت وثارت وجمعت القواد وقالت لهم في غضب شديد: "أرأيتم؟! اتفق داود ونجم الدين! قلت لكم أبقوا داود بمصر ومدُّوا له الأطماع ومنُّوه الأماني؛ حتى نتمكن من نجم الدين ثم نأخذه بعده".

ومضت تقول في شدة:

"لن يفلت نجم الدين! ولن ينجوا داود! بينهما وبين مصر ما بين السماء والأرض، وسوف أضعهما بين ما ضغى الأسد")).

6- خطة سوداء بنت الفقيه للقضاء على (نجم الدين):

((ثم عادت بكاتب وأملته كتابا وبعثته إلى الصالح إسماعيل بدمشق تحثه على السير إلى نجم الدين ليطبق عليه من خلفه، في الوقت الذي تسير إليه جيوش مصر وتأخذه من أمامه، فلا يستطيع نجاة، ولا يجد مهربًا!

وملأت كتابها بالتحذير من الخطر الذي ستتعرض له دمشق إذا دخل نجم الدين مصر، فلم يتمهل الصالح إسماعيل وأمر جيشه بالاستعداد، كما استعد الجيش المصري لتنفيذ الخطة، وحصر نجم الدين بينه وبين الصالح إسماعيل)).

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -