أخر الاخبار

أسرار لا تعرفها عن القراءة 



لعلك تلاحظ مع تطور مستوى المعيشة لدى البشرية زيادة نسبة القارئين في القارت الستة بشكل واضح جدا.ومع تطور العلوم والتكنولوجيا ومستوى تفكير الإنسان، فكان لابد من الحديث عن القراءة وأسرارها .. أما بعد

قبل القراءة

   
سلسلة - قدرات في الحياة - المقالة الأولى

لو ترقبت طفلًا رضيعًا وهو لا يُجيد الكلام، بل لغته الوحيدة هو الصراخ والبكاء، فإذا أحس بالجوع صرخ وإذا أحس بالخوف صرخ وإذا أحس بالسعادة ابتسم، هذه هي لغة التواصل بينه وبين المحيطين به وخاصة والديه، ويبدأ في التلفظ بلسانه عما يسمعه ويقلِّده مهما كان لغة البيئة المحيطة به وأول ما يتلفظ به كثيرًا هو لفظ (بابا)، (ماما) ) (mom) , (Bab)؛ لأن تلك الكلمات سهلة النطق وتحتوي على مخارج في الألفاظ على الشفتين فقط وهذا سهل جدا على الطفل، ومع نموه يستوعب عدد أكثر من الحروف والنطق ويبدأ بالتحدث بالجمل القصيرة ومن ثم التحدث مثل أي مواطن في البلدة حين يكبر ويتعدى الثلاث سنوات تقريبًا ..

لو  ترقبنا جيًدا تفكير هذا الطفل لوجدناه يتصاعد ويتزايد - طرديا - مع تطور طريقة الكلام والتلفظ بلسانه، وعندما يكبر ويبدأ في الكتابة وتعلم القراءة، سيتحول إلى ممارس جيد للغة بطريقة ديناميكية وصارت كأنها عملية عادية مثل الأكل والنوم، وإذا لاحظنا تفكير ذلك الطفل لوجدناه أيضًا ينمو بنمو هذا الكلام وتلك القراءة ..

ما القراءة ؟



سلسلة - قدرات في الحياة - المقالة الأولى

الآن أستطيع أن أطرح مفهوم القراءة، لو عدنا إلى مثال الطفل المذكور سابقًا نستطيع أن نستشعر تأثير القراءة، وإذا ترقبنا طفلًا لم يُعلَّم القراءة والكتابة من قبل والديه سنلاحظ بطء في تفكيره واستيعابه لما يدور حوله حتى يصيبه بتأخر في الكلام والتخاطب..
ولكن ما القراءة إذن ؟

هي عملية غير مرئية (غير مادية) عميقة جدا معقدة لأنها تجمع بين أربعة أعضاء : (العين - المخ - القلب -الأذن) فعندما تقرأ يتواصل كل هذه الأعضاء معًا لكي تتم عملية القراءة وإليك توضيح وذلك .



سلسلة - قدرات في الحياة - المقالة الأولى



عندما كنت طفلا بدأت في الاستيعاب لما يُقال حولك، وكنت تشعر بالنقص من ناحية أنك لا تفهم ذلك، ومن ناحية أخرى أنك تريد أن تصبح مثلهم؛ فبدأت في الاستعياب والتقليد ثم المحاكاة بالتلفظ - بمساعدة والديك أو معلميك - ثم بدأت في التلفظ، وجاءت العين بأسرارها في نمو عقلك وتفكيرك، فبدأت في الانجذاب لما تراه عينيك وترتاح له أو مناظر تستفزها بالألوان، ومن ثم تعرفت على شئ اسمه الصور وصار عقلك يفكر بالصور وصرت تتخيل - بمرور الوقت - أنك في عالمين عالم تراه بعينيك وتلمسه بإيديك وعالم تراه بعينيك فقط في منامك أو في سرحانك وتخيلك .

وبالعين والأذن صار قلبك ينمو شعوره وصارت ذاكرتك تتقوى يومًا بعد يوم، وأصبحت تتواصل مع الاخرين بشكل أفضل من الماضي ، وتتعلم القراءة والكتابة، وتدرس العلوم التي وصلت لها البشرية، ومن ثم أصبح أسلوبك في التفكير مثل العلماء وصارت القراءة عملية سهلة بما أنها عميقة ومعقدة جدا ..
سلسلة - قدرات في الحياة - المقالة الأولى


فقبل كل هذا كنت لا تعلم أي شئ وكانت حصيلة معلوماتك هي 0% وكنت مثلك مثل الجماد أو الأنعام التي تأكل وتشرب فقط تصرخ لتأكل وتنام ولو استمريت على ذلك لنفذ عمرك وأنت لم تفعل شيئًا مختلفًا عن الأنعام أو ما يسمونه أصحاب علم الأحياء بالحيوانات.
ولقد ذكر هذا الله - سبحانه وتعالى - في القرآن الكريم قائلًا:  (وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِن بطُون أُمْهَاتِكم لَا تَعْلَمُونَ شيئًا وَجَعَلَ لَكُم السَّمعَ والأَبصارَ والأفئدةَ) 

أنا لا أتحدث عن نسبة القراءة في العالم أو معدل القراءة وعدد الساعات التي يقضيها الإنسان في القراءة، ولكن في هذا المقام سأبين لك أسرار القراءة وفوائدها لأنها - كما رأيت - لها تأثير إيجابي بشكل كبير جدا في تطور الإنسان وفي تفكيره..

وقد يتسأل البعض لماذا القراءة شئ غير مرغوب فيه للعامة وخاصة في العالم العربي، والإجابة بسيطة جدا وهي أن القراءة تفعِّل كل الأعضاء التي ذكرتها في بداية المقالة وهي ليست بشئ سهل فهي معقدة ولكن الذي تعودت عليها صارت تكيفًا للمخ عصبيًا اعتادت عليه فلا يُكسل الدماغ عندما تنوي في القراءة، وهناك سببًا آخر أن الناس معظمه تقرأ في الوقت الخطأ أو المكان الخطأ سواء أكان ذلك من وضعية جسمهم، حيث يكون المخ مرهق طوال اليوم، أو تكون العين مجهدة بسبب أشياء أخرى، أو جلوسه في مكان به ضوضاء وضجيج يُفسد عملية الاستيعاب لما يقرأ له ..

فالقراءة : هو أنك تنظر لما هو مكتوب وأنت خلي الذهن - في مكان ليس به أصوات مشتتة وليستحسن ألا تُشغل موسيقى أبدا، بل اِقرأ في مكان هادئ تمامًا، هيئ أعضاءك للقراءة قبل البدء - لاستعياب وفهم هذا المدون لغرض ما أنت تنويه .

هل للقراءة أنواع ؟

سلسلة - قدرات في الحياة - المقالة الأولى

كما ذكرنا أن القراءة تستخدم أربعة أعضاء (العين، السمع، القلب، المخ) وبهذا صار للقراءة أنواع :

1- القراءة  العلمية (الأكاديمية) : وهذه القراءة تستخدم فيها ثلاثة أعضاء فقط وهي (العين، والسمع، والمخ)، كقراءة الكتب العلمية أو الأبحاث العلميًة.
2- القراءة المتدبرة (العميقة) :وهي القراءة التي تُستخدم الأربعة أعضاء المذكورة (العين، السمع، القلب، المخ)، كقراءة القرآن وتدبره، أو قراءة الكتب العلمية بعمق أكثر وتركيز؛ مثلًا لمن يعمل في تحضير مشروع علمي كرسائل الماجستير والدكتوراه.
3- القراءة الجهرية (الصوتية) : وهي باستخدام ثلاثة أعضاء فقط ولكن تم دخول عضو جديد وهو الفم بما يحتويه (اللسان والحنجرة والشفتين) فتكون الأعضاء المستخدمة (العين، الفم، السمع، والمخ)، وتستعمل في حفظ المكتوب كحفظ القرآن الكريم، أو نصوصًا سهلة النسيان. 
4- القراءة الصامتة (الترفيهية) :  وفيها يستخدم الإنسان ثلاثة أعضاء فقط :(العين، والمخ، والقلب)، وتستعمل في قراءة الروايات والمجلات وعناوين الأخبار.
وقريبًا بإذن الله سوف نتوسع في موضوع القراءة انتظرنا 

فوائد القراءة 



سلسلة - قدرات في الحياة - المقالة الأولى


نحاول أن نجمع فوائد القراءة فيما يلي :

1- تساعدك بشكل أساسي في تطورك من ناحية التفكير الذي هو من أساسيات حياتك .
2- تحافظ على ذاكرتك من النسيان وتنشطها على الدوام .
3- تُزيد من تركيزك في تحركاتك أو المذاكرة لشئ مهم .
4- تُحبِّبك في الجلوس مع نفسك لساعات طويلة وهذا شئ عظيم جدا لا يعرفه إلا من تذوقه بصدق .
5- تجعلك قادرًا على التحدث بثبات وثقة في أي مجال تُحبه، أو الكتابة بصورة جيدة في أمرٍ ما.
6- تجعلك قادرًا على تعلم لغة جديدة أجنبية عنك.
7- تجعلك مؤهلًا للبحث العلمي أو الأدبي أو الديني، ومن المحتمل أن تصبح عالمًا فيما تبحث.

ولعل قارئ يسألني : كيف أحب القراءة وأنا مبتدئ فيها، الإجابة عليك الالتزام بما سأقوله لك الآن : 

سلسلة - قدرات في الحياة - المقالة الأولى


1- أن تُخصص وقتًا لها ويكون منظمًا ومستمرًا طول الأسبوع .
2- إذا جاء الموعد فاذهب لجلسة القراءة فورًا.
3- اختر الكتب التي تُحبها في نهاية كل أسبوع للأسبوع القادم.
4- ابدأ قرائتك بالنوع الرابع من أنواع القراءة المذكورة وهي القراءة الصامتة (الترفيهية).
5- هيئ نفسك في أول خمس دقائق في جلسة القراءة بحيث تجعل الأعضاء جاهزة لهذه العملية.
6- سجل في مفكرة أو كراسة الذي استفدته من تلك الجلسة كل يوم .
7- إذا تعمقت في القراءة اضف إلى مكتبتك الكتب الأكثر عمقًا و الكتب التي تستفزك للقراءة.

والخلاصة : إن القراءة عملية تحتاج لجهد ووقت خاص بها، وإذا أردت التطوير في الحياة فعليك بالقراءة، كما أنها أمر سماوي من الله تعالى، واختر القراءة المناسبة للموضوع المناسب الذي تحبه أنت . 

سلسلة - قدرات في الحياة - المقالة الأولى


إذا كان لديك أخي الحبيب / أختي الحبيبة أي تساؤل أو استفسار حول هذا الموضوع  اترك تعليقًا وسأرد عليك قريبًا بإذنٍ من الله .، وأشكركم من كل قلبي على قرائتكم وتواصلكم الجميل الذي يدل على كرم نفوسكم الكريمة .. كحلاوي حسن


* إليك أحدث قائمة لدينا من سلسلة التحليل العلمي :

1-التحليل العلمي للكسل والكُسالى .
2- التحليل العلمي للصبر والصابرين .
3- أهم بداية في حياتك (إذا كنت تريد التغيير)


* يمكنك قراءة هذه المقالات الحصرية :


1- أفضل طريقة للتخلص من الاكتئاب 
2- كيف تتعامل مع أفكارك ؟
3- أسرار لا تعرفها عن نفسك .

*   *  *
لمتابعة مبادرة (اقرأ من جديد) اضغط هنا 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -