إدارة الوقت | مفاتيح لتنظيم الوقت
لقد كرَّمنا الله تعالى بعقل ومخ وجسم وقلب وأنزلنا على الأرض لمهمة ولهدف ولغاية ولنهاية، والسر في تنظيم الوقت ما يلي
قال الله تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا وجعل لكم السمع والبصر والأفئدة)
ففي هذه الآية سر من أسرار تنظيم الوقت ويمكن تسميتها بـــ
مفاتيح تنظيم الوقت
1- السمـع :
فالله - عزَّ وجل - جعل السمع تقنية أو مستوى لدخول المعلومات في ذاكرتنا وإدراكنا وفهمنا لما يدول حولنا أو في تلقي العلم، وكذلك ...
2- البصــر :
والبصر من أهم الأعضاء التي تستقبل أكثر من 5ملايين صورة وتنقلها إلى الذاكرة، وتشارك العين في الإدراك الذاتي لما يدور حوله، كما يكون لها دور أساسي في تنمية ذاكرة الإنسان وقدرة التخيل والحلم، والتفكير ..
3- الأفئـدة :
انقسم العلماء -علماء التفسير- من يفسر كلمة فؤاد بأنها قلب الإنسان، والآخر يرى أنه ذاكرة الإنسان (المخ) أو وما يسميه بعض علماء النفس بــ(العقل الباطن) ، على أية حال ، فهذا الفؤاد له دور مهم جدا في ادراك ما يسمعه الإنسان ويبصره وكذلك في التفكير ..
فتلك الثلاثة تحفظ الإنسان من السوء ، إذا تم تشغليهم معًـا، فمن وسائل تلقي العلم تلك الثلاثة، لأن الله خلقنا لا نعلم شيئًـا، لكن أعطانا المفاتيـح للعلم وللحياة، وما علينا إلا السعي والمحافظة على كل ما أعطاه ومنحه لك ..
ومن ضمن ما منحه إياك (العمر) الوقـت ، وقبل في الخوض في مسألة تنظيمه وغيره لا بد أن نعرف المفهوم الصحيح له .
مفهوم الوقت الحقيقي :
ساعة العقارب المعروفة
الجميع يعلم أن اليوم به 24 ساعة والأسبوع بـه 168 ساعة ، والشهر به ما يزيد عن سبعمائة ساعة ، ومعظمنا نضيِّـع معظم ذلك الكم الكبير في كل حياتنا، ولكن تعالَ معي ننظر لمفهوم الوقت بشكل جديد
كل ما يضيـع وقته فهو يركز على الوقت فقط بمعنى (كم الساعة الآن) ، والبعض يركز على العمل وينسى الساعات الضائعة فيه دون أن يتطلب ذلك الأمر كل هذه الساعات ..
إذن ما الأمر
تنظيم الوقت وإدارته - المقالة الأولى |
بعض علماء النفس في العالم الغربي لا يعترفون بشئ اسمه تنظيم الوقت ، لكن هناك ما يسمونه (تنظيم نشاطات الوقت/اليوم)، لكننا نذهب إلى أن هناك تنظيم الوقت والنشاط معًا .. بمعنى أن نضع العمل/النشاط المناسب في الوقت المناسب، وهذا يتطلب التكفير فيه ..
من علماء الأمريكيين ستيفن آر كوفي STEPHEN R COVEY ذكر أن من يريد تنظيم الوقت عليه بعمل جلسة أسبوعية لينظر في أعماله والساعات الخاصة به ، فيقسِّم الأنشطة إلى
1- أنشطة مهمة ومستعجلة .
2- أنشطة مهمة وغيرمستعجلة .
3- أنشطة غير مهمة ومستعجلة .
4- أنشطة غير مهمة وغير مستعجلة.
ونصـح بالتركيز على النوع الثاني من الأعمال (المهمة وغير المستعجلة)
وقد ذكرت ذلك في الحلقة الأولـى بالتفصيل من برنامجي (اعرف طاقتك) يمكنك الرجوع إليها الآن بعد قرائتك للمقالة .
المهم بعد أن اختارنا أن نركز على كلا الجانبين (العمل) و(الوقت)، واسمحوا لي أن أبيِّن مفهوم الوقت الحقيقي : السير نحو الآخرة، أو الاقتراب إلى الآخرة ، ولابد أن نذكر ذلك لكي تتضح الصورة الحقيقية أمامنا، فمهما فعلت الوقت يمر، ومهما لم تفعل فالوقت يمر، إذن ما الصورة الحقيقية للوقت وكيف نستخدمه بطريقة سليمة .
في الماضي كنا نستخدم ساعة الرمل في تحديد الزمن قبل ساعة العقرب والساعة الرقمية، وهي صورة قريبة جدا من معنى الوقت .
أنت الآن وأنت تقرأ المقالة ، الوقت يمر، وإذا توقفت عن القراءة الوقت يمر أيضًا ، والله عندما يحاسبك على عمرك فيما قضيته، فالعمل هو المحور الذي نشعر به بقيمة الوقت، فلا بد لك من العمل لا محالة وبالمناسبة هذا من أسباب السعادة، فكثير من الشيوخ عاشوا أعمارًا تتخطى السبعين عامًـا وهم لا يشعرون أنهم عاشوا بكل هذه السنوات، وهناك شباب لم يتخطى عمرهم الثلاثين، وهم موقنون بأنهم حقًّا عاشوا الحياة وقد أحسوا بأنهم عاشوا أكثر من ثلاثين عامًا ..
فالمحور الحقيقي الذي يُقاس به العمر هو العمل، وهناك تصور غريب عند العرب بأن من فيهم يعتقد أن الشخص الذي لا يمتلك المال يدخل الجنة - في الآخرة - قبل الذي يمتلك المال، وبالتالي من معه مليون دينار/ جنيه سيدخل بعد الذي يمتلك 10 ملايين ، والذي لا يمتلك أي عملة نقدية سيدخل قبلهم جميعًا ..
وهذا التصور خطأ؛ لأنه ينفي الحقيقة ، فالعمل هو من أوامر الله ، والسعي والبناء والجهد والجاهد هم من وسائل عبادة الله تعالى .
إذن أخي الحبيب لابد لك أولا التفكير في العمل قبل تنظيم الوقت
ويكون منهجك في إدارة أعمالك :
1- أن ترتبها حسب طاقتك .
2- أن ترتبها حسب الأولوية.
3- أن ترتبها حسب الزمن.
وفي المقالة القادمة - بإذن الله - سوف نستكمل تلك الثلاثة عناصر بالتفصيل ..
فكـر في أعمالك وما تفعله في اليوم وفي الأسبوع وفي الشهر وفي السنة واتركها بالتعليقات كي أستطيع أن أطرح لك الكيفية أكثر وأكثر في المقالة القادمة بإذن الله تعالى ..
***
إذا كان لديك أخي الحبيب / أختي الحبيبة أي تساؤل أو استفسار حول هذا الموضوع اترك تعليقًا وسأرد عليك قريبًا بإذنٍ من الله، وأشكركم من كل قلبي على قراءتكم وتواصلكم الجميل الذي يدل على كرم نفوسكم الكريمة .. كحلاوي حسن
شارك المقالة مع من تحب
يستحسن قراءتها مرة أخرى حتى تنال مزيدًا من الفائدة
يستحسن قراءتها مرة أخرى حتى تنال مزيدًا من الفائدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقالات التي تُفيدك في قلب موضوع اليوم
اقرأ :
0 تعليقات
نهتم بتعليقاتكم التي تفيدنا وتحفزنا في المزيد من خدمتكم