أخر الاخبار

استراتيجيات القطيع | كيف تحمي نفسك من القطيع ؟

 استراتيجيات القطيع | كيف تحمي نفسك من القطيع ؟

كحلاوي | المفهوم الحقيقي للحماية - كيف تحمي نفسك من القطيع ؟
  
إن القطيع - كما ذكرنا  في المقالة السابقة - هو تجمع عدد من الناس وسيرانهم وراء الراعي دون الاهتمام بنهاية هذا الطريق، والىن نتحدث بتعمق أكثر عن القطيع وكيف تكتشف مسار القطيع ، وأيضًا كيف تحمي نفسك من القطيع نبدأ بالحديث عن ..

كيف تحمي نفسك من القطيع

1- القطيع في التفكير 




   ذكرنا في المقالة السابقة عن بداية الهيمنة على البشر بدأت منذ ظهور الفلسفة، وأبدأ الآن في عرض عيوب هذا العلم إذا كان أصحابه يعتبرونه أصل العلوم أو (الفلسفة أم العلوم) وإليك أطرح تلك الأسئلة :

- ما أصل الفلسفة نفسها ؟
- ما هو التأثير الواضح للفلسفة ؟ 
- هل للفلسفة منهج ؟ وكيف جاء هذا المنهج ؟  
-  لماذا المصريون القدماء لم يهتموا بالفلسفة مع أنهم كانوا متقدمين عن أصحاب الفلسفة ؟

استراتيجيات القطيع | كيف تحمي نفسك من القطيع ؟

   في الحقيقة إن أول ما فعلته الفلسفة هي إلقاء الضوء عليها من جميع زوايا التفكير، بغض النظر عن هدفها، منهجها، وبدأت في صنع قوالب تُوضع فيها الأفكار أو تضع العقل البشري في سجن لا يستطيع أن يتحكم فيها أو يتحرر منها، بالرغم من أن الفلسفة كانت تُهاجم من قبل الحكام  إلا أنها ظلت تصنع القوالب لوضع الأفكار فيها تبعًا لكل فئة على حدة، وفي الحقيقة أن التفكير البشري متسع ومتطور دائمًا إلى قيام الساعة، وهذا ظهر في العصور التالية لظهور الفلسفة، فالبرغم من أن الفلسفة أثرت في الأدب الغربي والعربي وفي جُل العلوم البشرية، إلا أن أصابتها بالجمود وعدم تقدم وتطور تلك العلوم، وظهر تيار يسمى بـ(التفكيكية) وهذا دمر كُل ما أسسته الفلسفة ، فالتفكيك يهدم كل المسلمات والافكار القارة في ذهن الإنسان والتي لا تتحرك ويُعيد البناء من جديد، فبالرغم من أن التفكيكية ظهرت - كما يقولون - على يد جاك دريدا إلا أنها أطاحت - في رأيي - بالفلسفة ، وكشفت جمود الفلسفة، وأيضًا جاء الأدب المقارن في أمريكا -على يد الأمريكي رينيه ويليك وقبله الفرنسي رينيه إتيامبل-على نقيض ما تقوله الفلسفة، حيث سادت الفلسفة الوضعية في أوربا، وكذلك ظهرت نظرية الأرض المسطحة -ونفضل قولها حقيقة الأرض المسطحة- من جديد وتناقض نظرية الأرض الكروية وأشياء كثيرة جدا كشفت لنا عقم تحركات وجهود الفلسفة في إفادة البشرية ..

فشلت الفلسفة في صنع منهج للتفكير الإنساني أو دراسة هذا العقل البشري وربطه بأشياء تسمى فلسفة، كما أن من الخطأ الشنيع أننا نذكر هذا في العرب ونقول (هناك فسلفة إسلامية)، فالإسلام لم يأتي بفلسفة على الإطلاق، بل أتى بالنور والتفكير الحر، والعبادة لله بوعي والخروج من الظلمات إلى النور، كما أن الله لم يذكر لفظ فلسفة في القرآن ولا حتى في أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكن الله كان يخاطب - في القرآن- أولى الألباب، أصحاب التفكر، أصحاب اليقين والإيمان لا أصحاب الفلسفات، ودائمًا الله يدعوك للتفكر فيما خَلَقَ في خَلْقِ السماوات، وفي خَلْقِ الأرض)

إذن فالتفكير الله وحده هو من وضع له حدود أنت لن تتعداها مهما تفكرت فالتفكرعبادة لله تعالى وأيضًا الفلسفة نفسها هي محاولة بشرية لدراسة العقل البشري وفشلت في ذلك ..

ولكن أين القطيع إذن في هذا ؟
إن القطيع موجود في أي معاملة أو تفكيرلا يفيد الإنسان في الدنيا أو الآخرة، ويعتمد القطيع على جلب طاقتك في أشياء وهمية لا تنفع حتى في طاقة تفكيرك، فلن تجد طاقة في تفكيرك في الحياة بشكل صحيح أو بشكل له نتائج محمودة لأن هناك مسلمات لابد أن تسميها كما تقول الفلسفة .

2- القطيع في الأديان 



استراتيجيات القطيع | كيف تحمي نفسك من القطيع ؟

منذ القدم الله - عزَّ وجلّ - اختار واحدًا من بين الناس ليكون نبيًّا لهم أو رسولًا لهم، وبدأت الرسالات السماوية تتوالى على الناس، فمنهم من كان يرفض ذلك بشدة لأن آبائهم وأجدادهم لم يفعلوا ذلك، وهناك من كان يتفكر جيدًا في ذلك ثم يأخذ موقفًا تجاه، وأكثر فئة أو جماعة كانوا يسيرون في قطيع هم بني إسرائيل ، فهم أكثر جماعة نزلت عليهم أنبياء بالإضافة إلى النبي والرسول موسى عليه السلام  الذي جاء بالتوراة عليهم.
وهنا يحضرني موقف بني إسرائيل وأهل مصر من فرعون مصر الذي كان يتحكم في الناس وجعلهم يسيرون في قطيع في أعمالهم وتفكيرهم حتى في اعتقاداتهم، فوصل به الحال إلى أن أعلن لهم وقال (أنا ربُّكم الأعلى)، وعندما جاء النبي موسى بالتوراة، وآمن الناس حتى السحرى الذين كانوا أتباع لفرعون آمنوا، هذا صدم فرعون وهدم كل ما بناه في أذهان وعقول الناس، فلم يجد أي رد غير قول (أمنتم قبل أن ءأذن لكم) ، وبدأ في تعذيب من آمن برب موسى، هنا كان الخطر ليس في فرعون بالقدر مثل الخطر الذي كان في جنوده، فماذا كان في عقول جنود فرعون وهم يعذبون الناس ويقطعون أيديهم وأرجلهم من خلاف، إنه فكر القطيع الذي يجمعهم بأشياء وهمية ليس لها صلة بالحق إطلاقًا، وعندما غرق آل فرعون وجنوده وأصبح فرعون وحيدًا ليس معه أي شئ من أسلحة القطيع التي كان يستخدمها في السيطرة على الناس.

كذلك جاء في عهد السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام  كان قد هُجم من قبل بعض رجال القطيع الذين تنهدم أفكارهم يومًا بعد يوم وتنكشف خباياهم للناس -بإذن من الله تعالى- وهناك من آمن بعيسى وبرسالته عليه السلام، وبالرغم من الأيات التي كانت تُرى من قبل الناس التي يفعلها عيسى أمام أعينهم بإذن من الله، كما كانوا يشترطون في إيمانهم أن هناك رب وإله لا إله إلا هو (الله)، وعندما كان يحدث ما يريدونه يعرضون عنه مثلهم مثل قوم موسى مثل قوم صالح مثل قوم هود عليهم السلام جميعًا..

وكذلك عندما جاء خاتم الأنبياء والمرسلين أبو القاسم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ففي البداية كانت الدعوة سرية ثم بأمر الله صارت جهرية، وكما هو معروف أن أهل قريش اضطهدت النبي ومن معه لإسلامهم وخروجهم عن أفكار القبيلة وعاداتها وتقاليدها، وإيمانهم بإله لا يرونه بأعينهم ويؤمنون بالغيب، ويكثرون الأصنام التي يصنعونها كبار قريش، فلاقي المسلمين عذاب شديد إلى أن امر الله نبيهم بالهجرة من مكة إلى يثرب وهناك يبدأون من جديد حياتهم، وهنا أمر مهم جدًا، ماذا كان في أذهان كبار قريش وهم يعذبون الضعفاء المسلمين حتى يعودوا إلى عبادة الأصنام التي يصنعونها بأيديهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع إنها أفكار القطيع، فشعور بأن كل ما كنت عليه كان خطأ أو يهدم كل الأفكار القارة في ذهنك وما ورثته شعور صعب قد يستفز صاحبه إلى الدافع عنه بشكل قد يوصله إلى العذاب وهذا حدث مع آل فرعون وقوم عيسى وأهل قريش، فهل كانت أفكار وعادات تلك الناس صالحة لهم في زمنهم في بناء الإنسان والحضارة وعبادة الله تعالى ، ولماذا الله أنزل عليه ذلك النبي أو هذا الرسول الكريم .. ؟

وبدأ القطيع مساره في تفريق الناس عبر مذاهب وفرق حتى في المسلمين وهذا خطأ شنيع لأن الله لم يقر بذلك، فهناك مجموعة تسمى بالشعية وأخرى بالسنة وثالثة بالخوارج ورابعة بالصوفية وخامسة بالزبيرية، وكل هذا لم يذكر حتى الله في القرآن الكريم، فالإنسان لابد أن يكون مسلمًا مؤمنًا موحدًا بالله تعالى فقط لا غير، أما بالنسبة لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي من أوامر الله تعالى في القرآن أن نتبع الرسول في كل أمر، فلا حجة أن أسمي نفسي أني سني أو أهل للسنة، فانا مسلم مؤمن بالله تعالى ومن لا يتبع سنة النبي فقد عصى أمرًا في الإسلام، فلا داعي أني أسمي نفسي سني كي أمُيز نفسي عما انحرف عن المسار الحقيقي للصراط المستقيم.
وكلنا نرى أزمة هذا الإنقسام في كل الناس سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين أو نصارى أو اليهود، فالله لم يأمرنا بذلك ، ولكن الشيطان نجح في أن يبعد ويُقسم الناس إلا من رحم ربَّه ..

3- القطيع في السياسة 

استراتيجيات القطيع | كيف تحمي نفسك من القطيع ؟

بدأ القطيع في السياسة بشكل ملحوظ جدًا وهو الأهم في السيطرة والهيمنة على الناس والوقوف في تحركاتهم في الحياة، وهي أولا تم وضع شئ يسمى (علم السياسة) يقتاد من الفلسفة وما يشبهها، وبدأ وضع قوالب لكل مجموعة من الناس يحكمهم راعي هو الأعلم لشئونهم، مهما ظلم أو قهر فهو في مصلحتهم هذا ما يتم تلقينه لهم، وعندما تصبح هذه المجموعة قبيلة كانت أو قطر أو إقليم أو سلطنة أو مملكة أو دولة تُهاجم جيرانها بحجة الحماية ولكن في الحقيقة لسرقة خيراتها واستعباد أهلها وهذا حدث على مر التاريخ الإنساني ..

حتى في الناس أنفسها كانت تثور على من يحكمهم وكان الكثير مما يسير في الثورة أو المظاهرة لا يعرفون معنى ما يقولونه لكن العقل الجمعي هو من يقودهم، حتى بعد خلع ما يريدونه يتوقفون في الحياة وكأنهم اصدموا بجدرا في نهاية طريقهم المسدود، لأنهم لم يعرفوا حقيقة جمعهم وتظاهرهم أو في الثورة التي أحدثونها هل كانت لبناء أو لهدم، ولكن هناك بعض الثورات التي كانت بالفعل ثورة حقيقية، وأنا لا أضير بثورة بعينيها في التاريخ ولكني لأذكر لك بعض صفاتها، وهي الثورة الحقيقية التي استمرت دون توقف أو تحول مسارها أو انحرافها أو سرقتها (استغلال طاقة الشباب/ الثوار لأشياء شيطانية)، بمعنى أن المجموعة التي تثور لابد أن تحدد ما طلباتها وما أهدافها وماذا سيفعلون بعد نجاح الثورة كل فرد له دور هل يعرفونه ام يثورون فقط لجمال الهتاف والروح التي يجمعها العقل الجمعي أو بصفة أدق الشيطان، 

صورة توضيحية عن جمال عبادة الله والحجاج لبيت الله الحرام

انظر إلى الحجاج في شهر ذي الحجة من كل عام وسترى ما الذي يجمع تلك الآلاف بل الملايين، إنها عبادة الله وحده، فهنا لا يمكن أن نقول عليهيا أنهم قطيع، فالجمع هذا بين مختلفي الألوان واللغات والأماكن، فكل واحد في باله الله فقط فقط لا غير، لكنهم مجموعون في حج كبير، كل إنسان لا يُفكر إلا في نفسه مع الله جاء ليُلبي الله تعالى، حتى في الصلاة، سترى كلهم يؤدون الصلاة وكأنهم واحد فقط يركع ويسجد في نفس الثانية، هل هذا قطيع لا والله، إنها العبادة الحقيقية لله تعالى، فهذا الجمع هو خير جمع في الدنيا، هو أن تتجمع في ذكر الله فقط، العبادة لله فقط ، لا الرقص الذي يفعلونه الصوفية أو الشيعة أو أي فئة أخرى ..

ولكن : كيف أحمي نفسي من القطيع ؟

1- انعزل فترة عن أفكار الناس وعاداتهم وتقاليدهم التي يفعلونها وكن على علم أن عبادتك لله ليست من العادات والتقاليد .
2- لا تنتمي إلى أي مذهب كان في أي مجال أو حزب سياسي مهما كانت أثاره جميلة أو غير ذلك .
3- لا تعبد أحدًا إلا الله تعالى ولا تشرك به أحدًا أو شيئًا .
4- اقرأ جيدًا أفكار كل فئة واستخرج عيوبها وتجنبها.
5- كن آخر من يتحدث في أي جمع او اجتماع وليستحسن أنك تقلل كلامك وتسمع أكثر .
6- لا تشع لنفسك لقب أبدًا قبل اسمك مهما وصلت مكانتك، فاسمك هو ما يدل عليك لا لقبك .
7- جرَّد ذاتك من الأنا الزائفة التي يُعززها الشيطان داخلك لكي تشعر بأنك أفضل مما حولك .

الخلاصة : أنت إنسان لك تفكيرك الخاص ولك نفس المخ والقلب الذي يمتلكهما أخيك الإنسان، كذلك لك إله واحد لا إله إلا هو فأعبده واصطبر لعبادته، وكن مع الله في وحدتك أو في جمعك مع الناس وإذا خرجت عن ذلك كنت مع القطيع .



كيف تحمي نفسك من القطيع ؟ (استراتيجيات القطيع)

 ***
إذا كان لديك أخي الحبيب / أختي الحبيبة أي تساؤل أو استفسار حول هذا الموضوع اترك تعليقًا وسأرد عليك قريبًا بإذنٍ من الله، وأشكركم من كل قلبي على قراءتكم وتواصلكم الجميل الذي يدل على كرم نفوسكم الكريمة .. كحلاوي حسن


يُفضل قراءة المقالة مرة أخرى لكي تستوعب جيدًا

مواضيع تهمك :

تعليقات
تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • غير معرف 28 أغسطس 2019 في 11:29 م

    طب وإيه رأي حضرتك في موضوع علم النفس ؟

    إرسال ردحذف
    • جوهرة اللغة
      جوهرة اللغة 19 سبتمبر 2019 في 12:00 ص

      بالنسبة لإيه يا فندم ؟

      حذف



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -