طاقة الحرية | الطريقة الصحيحة للعيش بالحرية الصحيحة
تتحدث الكتب كثيرًا عن الحرية والعديد من الفلاسفة أشاروا إلى الحرية حتى أصحاب علم السياسة وباحثي الثقافة والمهتم,ن بالمهمشين، وعلماء النفس وكل منهم له تعريفه الخاص، ولكن هل اتضحت الصورة أمامنا - الشعوب العربية - عن الحرية، وهل حقًّا نتعامل معها بالطريقة السليمة الصحيحة، في هذه المقالة سنتعرف على مفهوم الحرية، وعن طاقة الحرية، وعن خطورة الفهر والمنع في حياتنا
إليك هذا الفيديو سيمدك بمعلومات أكثر عن الحرية وطاقتها
كيف تأخذ طاقة من الحرية
مفهوم الحرية الصحيح
هي العيش بالقوانين بعد الواعي الكامل لها، أو هي فعل ما تريده وفقًا لحدود وضوابط معينة؛ لأننا كما نعلم جميعًا أن الحياة مصممة بقوانين وبنظام إلهي، وأي خلل في النظام لا يعد حرية مطلقًا وإنما تعد فساد وفوضى وهمجية .
فالله - سبحانه وتعالى- أكمل قوانينه وشريعته مع كل الأديان السماوية التي نزلت بإذنه، إنه يثخاطب أصحاب التفكر والتدبر العقلاء بذلك حتى تدرك مدى أهمية هذه الحياة الأولى.
والدليل على ذلك وجود ثواب وعقاب في الحياتين (الأولى والآخرة) وبناءًا على اتباعك لأي قانون سوى اكانت نتيجته عبادة لله أم عصيانه لك ثواب أو عليك عقاب ، وهذا ما يسميه الله تعالى العدل (الحق) فأنت حرٌ .
ولقد جعل الله -عزَّ وجلَّ - السعادة في ممارسة الحرية بوعـي وبطريقة صحيحة في الفطرة السليمة، وجعل النفس الإنسانية تنفر وترفض لكل شئ مضاد للحرية، كالكبت والظلم والضغط، ففي قول الله تعالى (حبَّب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكَره إليكم الكُفر والفُسوق والعصيان) .
فقبل أن تعيش الحياة بالحرية عليك أولًا فهم الحياة ذاتها .
ماذا تفعل الحرية بنا وفينا ؟
أولًا عندما تؤمن بأن لكل هذا الكون إله واحد وأن الكون يسير بقوانين إلهية وتأخذ من الله طاقتك الروحية سوف تدخل قلبك طاقة الحرية تلقائيًا وتكون في أجمل حالاتها، فليست الحرية أن تخرج عن القوانين الموضوعة من خالق الكون، فأنت مهما فعلت لن تخرج من قوانين الله تعالى، ولكن الحرية هي أن تختار من بين هذه القوانين وتعيش بها بعد وعيك (فهمك) الكامل لها .
فالله -عزَّ وجلَّ - جعل متعة كل شئ وفقًا لقانون خاص به من ضمنه فكرة الوقت أو قانون الوقت أو (الأجل المسمى)، فكل شئ له بداية ونهاية إذن كل شئ له وقته وزمنه الخاص، ويكون استخدامك للحرية طبقًا لقانون (الحلال والحرام)، فانظر إلى ما حلله الله إليك، وما حرَّمه الله عليك أو حرمك منه.
فالإنسان المتزن روحانيًا ونفسيًا وجسديًّا هو من يسير على هذا المعيار (الحلال والحرام) والأشياء المحرمة يعتبرها محظورة ولا يفعلها أبدًا، حتى إن وقع فيها دون قصد اسرع للتوبة إلى الله تعالى وأناب إليه.
فأجمل شئ تفعله الحرية فينا هو شعورنا بذاتنا حقًّا لا الأنا المزيفة، ولن تشعر بذاتك إلا إذا كنت مع من خلقك أولًا .
وأجمل الأشياء التي تفعلها بنا أنها تقودنا إلى الابتكار والابتعاد عن سير القطيع مهما كانت شهرته.
فأجمل شئ تفعله الحرية فينا هو شعورنا بذاتنا حقًّا لا الأنا المزيفة، ولن تشعر بذاتك إلا إذا كنت مع من خلقك أولًا .
وأجمل الأشياء التي تفعلها بنا أنها تقودنا إلى الابتكار والابتعاد عن سير القطيع مهما كانت شهرته.
وقد يتسأل البعض كيف تكون هذه الحالة حرية ؟
إذا اشتريت جهاز المحمول / الموبايل (الجوال) جديد ، ووجدت أن نظام لغته لغة أجنبية عنك، ولكن إذا تفحصت في (إعدادات الهاتف) ستجد العديد من اللغات المتاحة لك في تطبيقها على هاتفك، ولكن السؤال: هل تستطيع أن تُغير اللغة إلى أي لغة متاحة لك على الجهاز؟ وهل تُعتبر هذه الحالة هي أنك تريد ذلك فتغير اللغة بحريتك ؟
أما إذا أردت أن تُغير إلى لغة ما ووجدت غير موجودة في الاختيارات المسموحة بها على الهاتف. ماذا ستفعل وماذا تسمي هذه الحالة ؟
في الحقيقة أنت - أيها الإنسان - مهما وصلت بتفكيرك ومهما تقدمت بصناعتك وزراعتك أنت لن تخرج من القوانين الربانية فكل ما فعلته وكل ما تفعله وكل ما ستفعله يعلمه الله بل لايحدث شئ إلا بإذنه تعالى؛ لأنه بكل بساطة هو الخالق لكل شئ في هذا الكون .
ورغم ذلك الله لم يمنعك من فعل أي شئ سواء أكان خيرًا أم شرًّا، ولكن من رحمته عليك بيِّن لك نتجية كل طريق تسير به كي تشكره وتنال الحرية بكل إداركها كي تختار أنت بحريتك الطريق .
حتى في إيمانك بالله وعبادتك إياه، فالله لم يجبرك على ذلك ولكنه أوضح لك أنك مخلوق لعبادته تعالى، فما فعلك إذن ؟
الكثير منا يتسأل عن القطيع وكيف أحمي نفسي وكيف ابتعد عنه، إليك هذان المقالان
فتنة الحرية (سلاح الشيطان)
حقًّا إن للحرية متعة وهي أجمل النعم التي رزقها الله إيانا ومنحها لنا، لكن الشيطان يعلم مدى احتياج الإنسان لها ، فيحاول جاهدًا أن يجعل شعورك بمتعة الحرية يطغى على المعصية نفسها، أو يُنسيك المعصية ويشغل بالك بأنك حر ومستمتع مع هذا الفعل، ويُقنعك -بمرور الوقت - أنك لن تشعر بالحرية إلى في هذه المعصية،
فاحذر ما تفعله. أي فعل تقوم به ليس تعبيرًا عن الحرية ولكنك أنت بدأت فيه بحريتك، بمعنى أنت حر قبل أن تفعل هذا الشئ أصلا .
وفي الحقيقة السعادة في أي فعل تكون قبل البدء بالفعل وأثناء الفعل وبعد الانتهاء من الفعل .
خطورة القهر والمنع
هناك شئ خطير جدًا في تعاملنا مع بعضنا البعض مع أفراد الأسرة مع أعضاء العمل مع الأصدقاء، وهي الكبت والمنع، فقد يمنع الأب شيئًا عن ابنه دون أن يعرفه سبب المنع، وقد يعاقب المدير موظفه دون أن يُخبره بسبب هذا الفعل، وهذا يزرع أفعالًا شيطانية من كلا الطرفين، فالطرف الأول(الأب / المدير) يشعر بالأنا وأنه سيطر على حرية الطرف الثاني وهذا نجاح في مخيلته، أما الطرف الثاني (الابن / الموظف) يشعر بالكبت والتعدي على حريته دون سبب، أو استغلال سلطته في إيذائه والتقليل من شأنه، وقد يؤدي ذلك إلى أفعال شيطانية سلبية تُنتج فجوات متعددة بين الطرفين وتخلق العديد من المشاكل، فقد ما تمنعه أنت عن ابنك يفعله في غيابك لأنه يريد أن يشعر بالحرية، وهذا نتيجة فعلك معه.
والصواب في ذلك : أنك تجلس معه وتعرفه نهاية كل فعل على الجانبين لكي يكون واعي، فالادراك هو أول شئ للتغيير ، والتغيير في حد ذاته هو حرية .
واجبنا نحو الحرية
فالحرية مسئولية كبيرة جدًا عليك الالتزام بها في حياتك وهي ألا تتعدى على حرية غيرك، ولا تُفسد أي شئ في الكون بحجة أنك حرٌ، فالحرية ضد هذا السلوك القبيح، كذلك قبل أي تعاملات لابد أن تضع أولا القوانين وتُخبرها لمن يهمه الأمر ثم اتركهم يتفاعلون بحرية، لا تقلق فالكل يعلم نتيجة فعله، هذا أفضل من أنك تُجبر سلطتك بمنع فعل كذا وكذا، وتفكر أنت دائمًا في الأمر، هل فعلوا كذا ؟ أم عصوني في كذا ؟
طاقة الحرية (الخلاصة)
طاقة الحرية هي شعورك بذاتك في كل فعل تقوم به بوعيك وبإدراكك أنت، هي عبادتك لله ومدى معرفتك لله تعالى، هي بعدك عن كل محرمات الله بإدراكك أنت لا أحد يُجبرك، هي أن تركز على حياتك أنت لأنك تعلم مدى أهميتها، هي أن تحافظ على جسمك من الأمراض لأنه آمانة من الله وعليك المداومة على ذلك، هي تفكيرك في مخلوقات الله بكل حرية بفكر حر متحرر من أي قيود وضعها الإنسان لنفسه .
المقالة القادمة : (كيف تتحرر في حياتك ؟)
***
إذا كان لديك أخي الحبيب / أختي الحبيبة أي تساؤل أو استفسار حول هذا الموضوع اترك تعليقًا وسأرد عليك قريبًا بإذنٍ من الله، وأشكركم من كل قلبي على قراءتكم وتواصلكم الجميل الذي يدل على كرم نفوسكم الكريمة .. كحلاوي حسن
يُفضل قراءة المقالة مرة أخرى لكي تستوعب جيدًا
______________________________________________________
مواضيع تهمك :
- كيف تتعامل مع أفكارك ؟
- كيف تخرج من سير القطيع ؟
- أسرار لا تعرفها عن القراءة
- كيف تتعامل مع المسلمين إذا كنت غير مسلم ؟
***
إذا كان لديك أخي الحبيب / أختي الحبيبة أي تساؤل أو استفسار حول هذا الموضوع اترك تعليقًا وسأرد عليك قريبًا بإذنٍ من الله، وأشكركم من كل قلبي على قراءتكم وتواصلكم الجميل الذي يدل على كرم نفوسكم الكريمة .. كحلاوي حسن
* إليك أحدث قائمة لدينا من سلسلة التحليل العلمي :
1-التحليل العلمي للكسل والكُسالى .
2- التحليل العلمي للصبر والصابرين .
3- أهم بداية في حياتك (إذا كنت تريد التغيير)
* يمكنك قراءة هذه المقالات الحصرية :
1- أفضل طريقة للتخلص من الاكتئاب
2- كيف تتعامل مع أفكارك ؟
3- أسرار لا تعرفها عن نفسك .
* * *
لمتابعة مبادرة (اقرأ من جديد) اضغط هنا
2 تعليقات
والصلاة بالنسبة للمسلمين إيه وضعها في مفهوم الحرية ؟
ردحذفالصلاة من عبادة الله تعالى ومن تقربك أنت لربك، فالصلاة هي أمر مفيد جدا للإنسان وعبادة الله وحده لها فوائد جمة للإنسان، وأنت حر إذا أردت عبادة الله أو لم ترد (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).. تحياتي
حذفنهتم بتعليقاتكم التي تفيدنا وتحفزنا في المزيد من خدمتكم