كيف تخرج من سير القطيع ؟
إن معظم البشر يسيرون في قطيع كقطيع الأغنام والأنعام. ولا يدرون ذلك، ففي هذه المقالة سنتعرف على هذا القطيع وكيف يفكرون وكيف يتعاملون، وكيف تخرج من ىسير ذلك القطيع.
ما القطيع ؟
القطيع هو تجمع لبشر في مكان ما أو في مذهب ما أو حزب ما لأغراض لا تفيد ذلك القطيع بل تفيد قائدهم فقط، كذلك مثل قطيع الأغنام الذين يسيرون ولا يدرون إلى أين هم ذاهبون، لكنهم لا يريدون أي شئ سوى الطعام والشراب، فبالرغم من أن الراعي قد يبيع منهم أو يذبح منهم للتجارة أو للأكل منهم إلا أن هم دائمًا يسيرون ورا عصا ذلك الراعي لأنه هو الذي يطعمهم، لذلك شبهنا هذا الفعل بفعل بعض البشر وسميناه بــ(قطيع البشر).
كيف بدأت فكرة القطيع ؟
بدأت فكرة القطيع والهيمنة على البشر والسيطرة على عقولهم منذ القدم، فأول من زرع هذه النبتة هو الشيطان - نستعيذ بالله منه - وسنعرف في الدقائق القادمة حدث كيف ؟ ..
الإنسان بدأ حياته على الأرض بتمام نضجه العقلي، فالله لم يُنزل آدم إلا بعد نضجه تمامًا لكي يتأهل ويصبح صالحًا في خلافة الأرض، إذن فالإنسان لم يكن حيوانًا كالأنعام لا يفكر ولايدرك ما هو حوله، فقبل أن يأتي إلى هذا العالم الدنيوي الله الذي خلقه علَّمه أسماء كل شئ موجود حوله لكي يدرك ويفهم ويتواصل مع حوله من الكائنات الأخرى، وكيف تم السيطرة على هذا الإنسان ..؟
الإنسان به صفات مشتركة بينه وبين الأنعام (الحيوانات) ويزيد عنهم بتفكره وشعوره بتلك الأفكار وتدبره وتفاعله مع الكون بصفة أكبر من الحيوانات، فهو يزداد عنهم بمميزات كثيرة وأهمها هي الحرية، فأول شئ منحه الله للإنسان بعد خلقه وتعليمه الأسماء كلها هي الحرية، حتى في عبادة الله -عزَّ وجلَّ - فالله لم يقهره على العبادة، بل أمره - بعد نضجه التام- إياها بأنها هدفك من وجودك أيها الإنسان هو عبادتك لله.تعالى ..
ومع مرور الوقت تكاثر الإنسان وصارت هناك مجموعة هنا وقبيلة هناك تفصلهم عوامل طبيعية، لكل منهم لغة خاصة يتواصلون بها ، ولكل منهم احتياجات ضرورية لابد من تلبيتها، وكما ذكرنا أن الإنسان كان له الحرية فمنهم من أطاع الله ومنهم من عصى ، ولا تنس أن الشيطان لم يترك الإنسان لحظة واحدة منذ نزوله على الأرض ..
إن أول مدخل يتم السيطرة على الإنسان منه هو أفكاره، فالشيطان بدأ في الحديث مع الإنسان بأفكاره وكيف يأمن نفسه من أخيه وكيف يصبح أفضل من أخيه وكيف يصبح أغنى من أخيه، إلا أن ظهر القتل بين البشر والسرقة والزنى وبدأ الفساد يظهر على الأرض (بالرغم من أن الله أنزله على الأرض لهدف وغاية والإنسان خلف ذلك) إلا أن أصبح هناك أعدادًا من البشر يؤدون عمل الشيطان نفسه وهو قيادة القطيع الذي جمعهم الشيطان تحت أكثر من مسمى وبدأ في ظهور ما يسمونه (العقل الجمعي).. ولنا مقالات متنوعة في هذا الشأن سنتحدث عنه لاحقًا ..
أجب عن هذه الأسئلة التالية
هل الإنسان يسير على طريقة فكر معينة ؟
هل الأفكار ثابتة جامدة ؟
هل الطعام له نوع واحد ثابت الكل يأكله ؟
هل طريقة المعيشة هي حقًا ثابتة أيضًا ؟
هل نظام التواصل بين البشر وبعضهم لها طريقة ثابتة ؟
إذا كانت إجابتك بنعم فأنت تسير مع القطيع ، وإذا كانت إجابتك بلا فأنت لا تسير مع القطيع .
تعالوا نحلل بعض الأسئلة السابقة
ففي السؤال الأول ظهر أول شئ بدأ في السيطرة على أفكار الناس وهي ما يسمونه ويدعونه بالفلسفة والتفلسف، أخي الحبيب إذا كنت تدرس أو درست شيئًا عن الفلسفة قل لي ما هي الفائدة الصريحة التي أعطتها الفلسفة للبشرية، غير أن عملت على جمود وركود عقول الشعب الذي ظهرت فيه، ونأخذ أمثلة للتوضيح
أول أكذوبة ابتدعونها هي (أن الفلسفة أم العلوم)، وهذا لأغراض شيطانية لا أقول سياسية، في هذا الوقت كان القدماء المصريون متقدمين بصفة واضحة جدا على أصحاب قارة أوربا، بل أسسوا المصريون بعض العلم الأساسية واكتشفوا قوانين ربانية وتوصلوا إليها بسرعة أكبر من أي حضارة أخرى، فكيف يكون لأوربا نصيب من هذا التقدم، فعندما تنشئ علمًا يسمونه أم العلوم معنى ذلك أن اليونان والإغريق هم اوائل من اكتشف العلوم التي ظهرت على الأراضي المصرية بصفة خاصة وأفريقيا بصفة عامة .
ولكن الحقيقة في ذلك هم بدأوا في دراسة حضارة هذا العالم وبدأوا في كتابة ذلك كتقرير صفحي أو دراسة عن تقدم المصريين، فلو كان ذلك مفيدًا للمصريين لما لم يهتموا به ويكونون أصحاب السبق في ذلك المجال.
فأنا لا أستطيع قول أي شئ عن الفلسفة إلا أنها تصنع أجيالًا جديدة من القطيع فقط لا غير، ولكن على الجانب الأخر هناك شئ بديل أو صحيح عن الفلسفة يَدرس الأفكار واستراتيجيات التفكير في الإنسان (وسنتحدث عنه في المقالات القادمة)، فكيف تكون الفلسفة علمًا وهي في نفس الوقت أم للعلوم ؟ ،إذن فمن هو أم الفلسفة ؟ (سؤال صعب إجابته من قبل المتفلسفين)..
أنا لا أهاجم الفلسفة الآن ولكني أبين لك - قارئي الحبيب - كيف تم صنع القطيع، فأي مجموعة من الناس تراها تسير في الحياة فقط من أجل المأكل والمشرب وتلبية الاحتياجات الفسيولوجيا هي في الحقيقة تسير في قطيع، فالإنسان لم يخلق لهذا فقط .
وفي السؤال الثاني وهي الأفكار جامدة، كانوا أصحاب الديانات غير السماوية يعتبرون الأفكار جامدة لا تتغير، حتى في صورتهم لله هي صورة ثابتة ولا يمكن تغييرها إذا ثبت خطئها، فكلما كان الله يثرسل رسولًا منهم ليهديهم ويخرجهم من سير ذلك القطيع كانوا يسخرون منه ويسيرون ورا أفكار أجدادهم وآبائهم دون وعي إلى أين تقودهم هذه الأفكار.
كذلك في السؤال الثالث، ظهر فكرة القطيع في الطعام وسأوضحها في سرد قصة قصيرة عليكم :
(كانت إمرأة ربَّة منزل كلما جاء زوجها بالأسماك ، كانت - في إعدادها للطعام -تقطع السمكة الواحدة على ثلاث قطع أو قطعتين، وجاء ابنة تلك المرأة وسألتها : لماذا تقطيعن الأسماك إلى أجزاء ؟،
- قالت لها : لا أدري فأمي كانت تفعل ذلك من قبل ؟
فذهبت الابنة إلى جدتها وقالت لها : لماذا تقطعين الأسماك إلى قطع ولا تطهينه دون تقطيع
- قالت الجدة : كانت لدي إناء (طاسة) صغيرة وكانت السمكة أكبر منها فكنت أقطعها كي يسهل علي الطهي ..
لاحظت معي تصرف المرأة التي كانت تفعل (تقطيع السمكة) دون وعي لماذا هي تقطعها، فقط لمجرد أنها رأت والدتها تفعل ذلك ففعلت ذلك دون حتإعداة التفكير والنظر في ذلك ..
باختصار : القطيع آخر طريقه هلاك , لا آمان فيه، سواء أكانت ثورة أو تجمع في دراسة أشياء جامدة، سواء أكانت أفعال موروثة دون التفكير فيها ودون معرفة لماذا هذه الأفعال ؟
والآن أتينا إلى أهم سؤال : كيف تخرج من سير القطيع ؟
اتبع ما يلي وأعد التفكير فيه بعد قرائتك للمقالة :
1- فكر في كل شئ تفعله.
2- كن على علم أن الأفكار لا حصر لها ، فالتزم بالقراءة بصفة يومية .
3- اسأل نفسك ما فائدة هذا الفعل الذي تفعله الآن ، ولماذا خلقك الله ؟
5- فكر في تفكيرك نفسه وترقب هل تفكر مع الآخرين أم لك أفكارك الخاصة .
6- حافظ على جلسة أسبوعية مع نفسك قدر الإمكان.
7- انظر للسماء كثيرًا وستشعر ما أعجز عن وصفه الآن
ليس ذلك كل ما يخرجك من سير القطيع، فإذا جمعت لك نقاطًا واستراتيجية للخروج، فأكن لم أفعل شيئًا غير أني أخرجتك من قطيع وأدخلتك في قطيع ثاني، لكن كل ما أنبهك به هو أن تعود لله تعالى وانظر إلى أوامره وتفكر فيها جيًدا وتفكر في الآخرة أكثر من تفكيرك في الدنيا .
الخلاصة : القطيع هو تجمعات تسير ورا الشيطان إلى جهنم والعياذ بالله، أما التجمعات التي تسير لله ، لعبادته ورضاه تعالى إلى لقائه سبحانه وتعالىتركيزك مع نفسك سيصنع منك إنسانًا تسير مع من يشبههك في أعمالك وعباداتك، ولا تشعر بالوحدة أبدًا، أما أصحاب القطيع فالواحد إذا خرج لمدة قصيرة شعر بالوحدة فيعود مجددًا إلى القطيع وهو في إيمانه أن ذلك الأمان والإيمان .
***
إذا كان لديك أخي الحبيب / أختي الحبيبة أي تساؤل أو استفسار حول موضوع الأعداء اترك تعليقًا وسأرد عليك قريبًا بإذنٍ من الله .، وأشكركم من كل قلبي على قرائتكم وتواصلكم الجميل الذي يدل على كرم نفوسكم الكريمة .. كحلاوي حسن
المقالة القادمة ستتعرف على (القطيع في التفكير وفي الأديان وفي السياسة)
يفضل قراءة المقالة مرة أخرى لكي تستوعب كل نقطة جيدًا
* إليك أحدث قائمة لدينا من سلسلة التحليل العلمي :
1-التحليل العلمي للكسل والكُسالى .
2- التحليل العلمي للصبر والصابرين .
3- أهم بداية في حياتك (إذا كنت تريد التغيير)
* يمكنك قراءة هذه المقالات الحصرية :
1- أفضل طريقة للتخلص من الاكتئاب
2- كيف تتعامل مع أفكارك ؟
3- أسرار لا تعرفها عن نفسك .
* * *
لمتابعة مبادرة (اقرأ من جديد) اضغط هنا
0 تعليقات
نهتم بتعليقاتكم التي تفيدنا وتحفزنا في المزيد من خدمتكم